أزمة الكهرباء في العراق.. إيران تتلاعب ببغداد وهذه هي الأدلة (مقال)
باتت أزمة الكهرباء في العراق أشبه بمسلسل ذي حلقات لا تنتهي.. تتبدل وجوه الأبطال، لكن تبقى الحبكة الدرامية هي نفسها.. أوضاع متردية وعدم رغبة من متخذي القرار في وضع حلول تنهي هذه المأساة.
العجيب في الأمر أن سبب الأزمة واضح للجميع، ومتكرر على مرّ السنوات.. وهو الغاز الإيراني، وعدم التزام طهران ببنود اتفاقها مع بغداد، رغم التزام مماثل من جانبها تجاه جارة أخرى، هي تركيا.
ويعتمد العراق على الغاز الإيراني في محطات الكهرباء بنسبة تصل إلى 80%، والباقي من الإنتاج المحلي المتواضع، لذلك عندما يتوقف ضخ الغاز من طهران لأيّ سبب مثل أعمال صيانة لدى الجانب الإيراني، أو حتى نتيجة زيادة الاستهلاك المحلي والحاجة لكل الغاز، فإن منظومة الكهرباء العراقية تفقد نحو 6 آلاف ميغاواط.
ونتيجة لذلك، تضطر بغداد إلى حلَّين، الأول هو برمجة قطع الكهرباء لمدة قد تصل في بعض المناطق إلى 8 ساعات يوميًا -خاصة في المنطقتين الوسطى والجنوبية-، والحل الثاني زيادة الاعتماد على الديزل والمازوت.
كانت بداية تجدُّد أزمة الكهرباء في العراق مفاجئةً تمامًا، ودون أيّ ترتيبات مسبقة، حينما أبلغت إيران وزارة الكهرباء العراقية يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني بوقف ضخ الغاز لمدة 15 يومًا، نظرًا لأعمال صيانة، لكن في الحقيقة هذا ادّعاء، وليس السبب الحقيقي..
السبب الحقيقي هو نقص الوقود في إيران مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، وزيادة الحاجة للتدفئة، إلى جانب عدم تلبية الإنتاج المحلي للزيادة في الاستهلاك، بل وصل الأمر إلى درجة قطع الكهرباء لعدّة ساعات يوميًا.
هنا سنسرد دليلين..
وبناءً عليه، يتضح أن الجانب الإيراني يتلاعب بالعراق، ولا يضعه في أولوياته إطلاقًا.. بدليل آخر، وهو أن العقد المُبرم بين الجانبين ينص على تصدير 50 مليون متر مكعب في الشتاء، و70 مليونًا في الصيف، لكن لا يصل حتى نصف هذا الرقم منذ ثلاث سنوات تقريبًا، رغم المطالبات المتكررة من جانب العراق لإيران بأن يلتزم ببنود العقد المُبرم بينهما.
وفي سبيل البحث عن مصادر أخرى للغاز، اتجه العراق إلى التفكير في استيراد الغاز التركمانستاني، لمحاولة تلبية نسبة معينة من من الطلب المحلي المتزايد.