أهمية عمل المرأة لذاتها وللبيئة المحيطة بها

من النادر جدًا رؤية المرأة في عصرنا هذا بدون عمل أو وظيفة تليق بها، ففي يومنا هذا أصبح عمل المرأة مهم للغاية لذاتها وحتى لأسرتها ولمحيطها. وفي السياق ذاته، يمكنكِ الإطلاع على الذكاء الاجتماعي وما هي العلامات التي تدل عليه؟

يساهم عمل المرأة عادة في تحسين المستوى المالي والوضع الاجتماعي لعائلتها، وخاصّةً عندما تستطيع تحقيق الموازنة بين العمل والأسرة.

لا يمنع الإسلام عمل المرأة ولا تجارتها فالله جل وعلا شرع للعباد العمل وأمرهم به فقال: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وقال: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا، وهذا يعم الجميع الرجال والنساء، وشرع التجارة للجميع، فالإنسان مأمور بأن يتجر ويتسبب ويعمل سواء كان رجلا أو امرأة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ، هذا يعم الرجال والنساء جميعًا.

وقال: وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا [البقرة:282]، وهذا للرجال والنساء. فأمر بالكتابة عند الدين وأمر بالإشهاد ثم بين أن هذا كله فيما يتعلق بالمداينات، فالكتابة في الدين والإشهاد عام ثم قال: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا، أما الإشهاد فيشهد ولهذا قال بعدها: وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ. وفي سياق متصل، ما هو الذكاء العاطفي وما هي سماته؟

فهذا كله يعم الرجال والنساء، فالكتابة للرجال والنساء في الدين، والتجارة للرجال والنساء، والإشهاد للرجال والنساء، فيشهدون على بيعهم ويشهدون في تجاراتهم وكتاباتهم، ولكن التجارة الحاضرة لا حرج في عدم كتابتها؛ لأنها تنقضي ولا يبقى لها علق، وهذا يعم الرجال والنساء جميعًا.

يوجد عدة ميّزات لعمل واستقلالية المرأة، ومنها: تقدير المرأة لنفسها، والتي تتمثّل في رغبتها بالتعلّم، وتنمية ذاتها، وتفكيرها بأمور مهمة. إصرار المرأة والعمل بجدّ للوصول إلى ما تريد. حكم المجتمع على المرأة بناء على أدائها، وقدراتها، ومهاراتها في التواصل مع الآخرين. قدرة المرأة المستقلّة على تحقيق التوازن في علاقاتها مع الآخرين دون أن تضحي بحريتها الشخصية من أجل علاقة ما. المساعدة في التغلّب على فكرة التمييز بين الرجل والمرأة من خلال تمسّك المرأة بحقّها في العمل. وقد يهمكِ معرفة كيف تنمين الذكاء العاطفي في العمل؟

تحقيق الإبداع والابتكار: ثبت أنّ تنوّع الأجناس في بيئة العمل يُعزّز الإبداع والابتكار، لذلك تسعى كبرى الشركات حول العالم إلى خلق تنوّع بين موظفيها من حيث الجنس، والعمر، والثقافة، وغير ذلك، إذ يساهم عمل المرأة برفد بيئة العمل بتجارب وخبرات مختلفة لأداء المهام الوظيفية بطرق وأساليب جديدة.

توفير فرص عمل أكثر للنساء: لوحظ أنّ الشركات التي توظّف النساء في المناصب العليا يقلّ فيها نسب التمييز القائم على الجنس، كما أنّ توظيف عدد من النساء يُشجّع الإدارة على زيادة نسبة العاملات النساء في الشركة مع مرور الزمن.

زيادة المردود المالي للمؤسّسة: تتفوّق المؤسسات التي تتولّى النساء فيها المناصب بنسبة أكبر ماليّاً على الشركات الآخرى، إذ تُشير الدراسات إلى أنّ المؤسّسات التي تضمُّ كلّاً من الجنسين تكون إيراداتها أعلى من المؤسّسات الأقلّ تنوّعاً، حيث تصل الشركة إلى نسبة مبيعات أعلى، وبالتالي تزداد أرباحها.

جعل مكان العمل أفضل: بيّنت الدراسات أنّ زيادة نسبة النساء في مكان العمل يساعد على جعل بيئة العمل أفضل، إذ يؤدّي ذلك إلى تحقيق نسبة أعلى من الإخلاص في العمل، والرضا الوظيفي، والعمل الهادف، وتمتلك المرأة دوراً مهمّاً في تشجيع الموظّفين على العمل، ورفع كفاءتهم، وذلك من خلال إنشاء بيئة عمل تفاعليّة تحفّز الموظّفين على بذل أقصى جهد لديهم لتطوير المؤسّسة.

تضييق الفجوة في المهارات: تواجه المؤسّسات في بعض الأحيان مشكلة عدم امتلاك الموظفين للمهارات اللازمة للعمل، لذلك يسعى أصحاب العمل إلى تضييق فجوة المهارات بين الموظفين، وقد تبيّن إمكانيّة ذلك في المؤسّسات التي تضمُّ نسبةً أعلى من النساء ضمن طاقمها، وذلك لأنّ مستويات التعليم بين النساء غير العاملات أعلى مقارنةً بالرجال، وهذا بدوره يؤثّر على إمكانية امتلاك المهارات اللازمة للعمل.

المرونة في مكان العمل: دفَعت زيادة أعداد النساء العاملات أصحاب العمل إلى تقديم تسهيلاتٍ جديدةٍ في مكان العمل، وذلك من أجل تحقيق التوازن بين حياة المرأة العائلية والمهنية، كتوفير أماكن لرعاية الأطفال، ووضع أجهزة الصراف الآلي في مكان العمل، وغيرها من التسهيلات التي لم تكن موجودة قبل قدوم النساء للعمل، والتي استفاد منها الرجال أيضاً.

وفي الختام، قد يهمكِ الإطلاع على اختبار الذكاء العاطفي: أسئلة بسيطة ستكشف لك الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى