إسرائيل “تصادر” البحر حتى صيدا لتسهيل التوغل البري
طريقة الحصار، أي الكماشة، ومنطق الأرض المحروقة، فقاموا بتسوية المناطق التي أرادوا دخولها بالأرض، فلم يوفروا المساكن ولا المدارس ولا المستشفيات، وتأنّوا في تفجير الأنفاق. وأدّى ذلك إلى إطالة أمد الحرب عاماً كاملاً حتى الآن. يقول هؤلاء الخبراء، إنّ إسرائيل أبطأت دخولها البري من جهة مرجعيون- بنت جبيل، ولكنها بدأت تحضّر العدة للعمل من جهة البحر، فمنعت كل حراكللمدنيين على الشاطئ حتى الأولي، أي إنّ مدينة صيدا نفسها مشمولة بهذا التدبير. وفي الضربات الأخيرة التي نفّذتها إسرائيل في الجنوب، تردّد أنّها ربما استخدمت قواتها النارية من جهة البحر
اللبناني. يوحي هذا التحرّك برغبة إسرائيل في محاصرة عناصر«الحزب » في الجنوب، واستهدافهم من مصادر متعددة: جواً وبراً وبحراً، واعتماد أسلوب الاستطلاع البري بعدد قليل من الجنود، قبل الدخول الواسع لوحدات الجيش. وهذا ما عبّر عنه أحد العسكريين الكبار في إسرائيل، بعد الضربة القاسية التي وجّهها الحزب إلى القوة الإسرائيلية المتوغلة في اليوم الأول، إذ دعا الجيش إلى التصرّف بروية في البر، فلا تأخذه نشوة الإنجازات التي حققها عن طريق الجو.
هذا المنطق يرجح أن تكون الخطوات الإسرائيلية البرية حذرة جداً وبطيئة، وأن يكون حجم الدمار الناتج منها كارثياً في القرى الجنوبية. وسيكون عناصر «الحزب » على المحك: إلى أي حدّ سيستطيعون الصمود في مواجهة تعتبرها إسرائيل مصيرية،وتضع فيها كل قواتها ورهاناتها.
تابع