الجيش في الخيام إيذاناً ببدء انتشاره الواسع

سجلت خطوة بارزة في الجنوب أمس تمثلت في دخول فوج الهندسة في اللواء السابع في الجيش برئاسة قائد اللواء العميد طوني فارس إلى حيين في الاطراف الشمالية والغربية لبلدة الخيام بالجرافات والآليات العسكرية برفقة قوات اليونيفيل لاتمام مهمته بفتح الطرق وإزالة مخلفات الجيش الإسرائيلي من ذخائر وصواريخ غير منفجرة كمرحلة أولى، وذلك بدءاً من منطقة الجلاحية وصولاً إلى مطل الجبل وتلة الحمامص.

Advertisement











 
وأصدرت قيادة الجيش بياناً أوضحت فيه أن “وحدات الجيش تمركزت في خمسة مواقع حول بلدة الخيام – مرجعيون بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان -اليونيفيل ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة، بالتزامن مع انسحاب العدو الإسرائيلي منها، وذلك بعد الاتصالات التي أجرتها لجنة الإشراف الخماسية وسوف يستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، فيما ستجري الوحدات المختصة مسحاً هندسيّاً للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة”، ودعت المواطنين إلى عدم الاقتراب من المنطقة والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.
 
وتاخرت الخطوة ساعات بعدما رفض الجيش الإسرائيلي الذي كان واصل القيام بتفخيج وتفجير المنازل داخل بلدة الخيام السماح للجيش اللبناني بالدخول، والذي حصل أن دورية من الكتيبة الإسبانية العاملة في اليونيفيل دخلت إلى الخيام لاستطلاع الوضع والتثبت من انسحاب القوات الإسرائيلية، وطوال ساعات عدة من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر، تبين للصحافيين والمصورين الذين كانوا ينتظرون قبالة حاجز الجيش على المدخل الشمالي للخيام بين مرجعيون وإبل السقي أن موضوع دخول الجيش تأجل بسبب المراوغة ورفض الجيش الإسرائيلي. وكانت سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني دخلت البلدة وعمل عناصرها على نقل جثة شاب استهدفته ظهر أمس مسيّرة إسرائيلية بالقرب من منزله، كما اقتحمت قوة إسرائيلية منزلاً على اطراف بلدة برج الملوك وأخضعته لتفتيش دقيق وطلبت من أصحابه المغادرة بعد أن صادرت الهواتف الخلوية من سكانه.
غير أن الخطوة لم تحجب الاختراقات لوقف النار، إذ أن مسيرة إسرائيلية شنّت غارة على بنت جبيل أدت إلى سقوط ثلاثة شهداء.

ووفق معلومات “البناء” من مصادر معنية فإن الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب والخروق لوقف إطلاق النار ستتوقف مع استكمال الجيش خطة انتشاره في الأسبوع المقبل ومع تعزيز اليونيفيل لقواته في الجنوب ايضاً وبدء اللجنة عملها في الإشراف ورصد الخروق، الى جانب وجود تفاهم دولي أميركي – فرنسي تحديداً على وقف كامل لإطلاق النار على الحدود لضمان عدم العودة الى التصعيد والحرب بين حزب الله و”إسرائيل”. وتحدّثت المصادر عن وجود اهتمام أميركي من الإدارتين الديمقراطية والجمهورية بالاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان، وإن كانت الأحداث السورية سرقت الأضواء.

 
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنَّ “تمركز وحدات الجيش في منطقتي الخيام ومرجعيون يمثل خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب، تنفيذاً لقرار وقف إطلاق النار”، وأضاف: “نحن نحيي جهود الجيش في هذه المهمة الجديدة التي يقوم بها ومتابعة قيادته الحثيثة لكل ما من شأنه إرساء الاستقرار في الجنوب”.
وتابع: “المطلوب من لجنة الإشراف الخماسية العمل لوقف الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار والتي أدَّت اليوم الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى. كذلك، المطلوب العمل على انسحاب اسرائيل الكامل من كل المناطق التي تحتلها والتزامها الفعلي بتطبيق مستلزمات ما نص عليه قرار مجلس الأمن الرقم 1701”.

 

وكتبت” الاخبار”: بعدَ أسبوعين على دخول هدنة الـ 60 يوماً حيز التنفيذ فجر 27 تشرين الثاني الماضي، بدأت الخطوات التنفيذية لاتفاق وقف إطلاق النار مع بدء الجيش اللبناني الدخول إلى بلدة الخيام في القطاع الشرقي فور تأكيد قوات «اليونيفل» انسحاب قوات العدو الإسرائيلي من عدد من النقاط فيها، فيما استمرت الخروقات الإسرائيلية التي أدّت إلى سقوط خمسة شهداء أمس.

أتت هذه الخطوة، بعدما أعاق جيش العدو في الأيام الماضية تنفيذ خطة الجيش التي يبدو أنها ستواجه بعض العقبات بسبب المراوغة الإسرائيلية. وتزامنت مع اجتماع في اليرزة بين قائد الجيش العماد جوزف عون وقائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الذي يزور لبنان ضمن جولة على القواعد العسكرية لبلاده في كل من سوريا والعراق، وقالت مصادر مطّلعة إن الاجتماع “تركّز على نقطتين: الأولى، التأكيد على مواصلة دعم الجيش بما يُمكّنه من تنفيذ مهامه في تطبيق الـ 1701 وأيضاً على الحدود الشرقية الشمالية بعد التطورات الأخيرة في سوريا. والثانية مناقشة الخطوات التي بدأت (أمس) في الخيام والتي يجب أن تتعزز باستكمال الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني بعد تدقيق اليونيفل والتأكّد من الانسحاب”.

واعتبرت المصادر أن وجود “كوريلا أعطى دفعاً للجنة الإشراف الخماسية للبدء بعملها بعدما أكمل الجيش استعداداته للدخول”، وأوضحت أن الجنرال الأميركي “تواصل مع كيان الاحتلال لوقف الخروقات وإعطاء مجال لتنفيذ بنود الاتفاق”.

 









تابع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى