الطاقة الشمسية في ليبيا.. إمكانات هائلة تؤهلها لتصدير الكهرباء

تُعدّ الطاقة الشمسية في ليبيا من بين أبرز الحلول التي يمكن أن تسهم في مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء، وتعزيز استدامة قطاع الطاقة بالبلاد، في ظل الاعتماد التقليدي على النفط والغاز الطبيعي.

وتمتاز ليبيا بموقع إستراتيجي وإمكانات طبيعية هائلة تجعلها مرشحة لأداء دور ريادي في التحول نحو الطاقة النظيفة، إذ تقع في قلب الحزام الشمسي، وتتمتع بأكثر من 3200 ساعة من السطوع الشمسي سنويًا.

كما تتمتع بمستوى إشعاع شمسي مرتفع يبلغ 6 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع يوميًا، يصل إلى 8.1 كيلوواط/ساعة/متر مربع في المناطق الجنوبية، ما يُوفّر للبلاد فرصًا غير مسبوقة لاستغلال هذه الموارد في تحقيق التنمية المستدامة.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تغطي الصحراء الليبية نحو 88% من مساحة البلاد، وتشير التقديرات إلى أن كل كيلومتر مربع من هذه الصحراء يستقبل طاقة تعادل 1.5 مليون برميل من النفط الخام سنويًا.

وتعكس هذه البيانات الأثر الإيجابي المحتمل لاعتماد الطاقة الشمسية في ليبيا بصفتها جزءًا من مزيج الكهرباء الوطني، إذ تستهدف ليبيا، ضمن خطّتها للطاقة المتجددة 2020-2030، تحقيق مساهمة بنسبة 10% من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بحلول عام 2030.

ويتطلب تحقيق هذه الأهداف تطوير بنية تحتية قوية، وجذب استثمارات دولية، وتعزيز التعاون مع الشركات العالمية لتطوير مشروعات ضخمة قادرة على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

يرى المراقبون أن التحول نحو الطاقة الشمسية في ليبيا لن يقتصر على تلبية الاحتياجات المحلية، بل سيمتدّ ليشمل دورًا محوريًا في تصدير الطاقة النظيفة إلى أوروبا.

ومع توقيع مذكرات تفاهم مع دول مثل مالطا والعديد من الشركات الدولية البارزة، تسعى ليبيا إلى أن تصبح لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة المتجددة الإقليمية والدولية، إذ تشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، إلى امتلاكها القدرة على توليد 140 ألف تيراواط/ساعة سنويًا من الكهرباء من الطاقة الشمسية.

ويتولى جهاز الطاقات المتجددة وضع وتنفيذ خطط مساهمة الطاقات المتجددة بمنظومة الكهرباء في ليبيا، في حين يتولى مركز بحوث ودراسات الطاقة الشمسية في ليبيا إعداد الأبحاث والدراسات العلمية في مجال الطاقة الشمسية، ووضع واقتراح الخطط الكفيلة بتحقيق الاستغلال الموسع للطاقة الشمسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى