الطاقة النووية في أميركا.. لماذا أصبحت الخيار المفضّل لشركات مراكز البيانات؟

سادت التوقعات المتشائمة بشأن مستقبل الطاقة النووية في أميركا خلال السنوات الأخيرة، مع زيادة التوجه إلى مصادر الطاقة الشمسية والرياح، في إطار مسار تحول الطاقة وإستراتيجية الحياد الكربوني لعام 2050.

ورغم ذلك، فقد شهد قطاع الطاقة النووية انتعاشة قوية خلال الشهرين الماضيين، مع توجه عدد من الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات إلى توقيع اتفاقيات شراء طويلة للكهرباء مع شركات مالكة لمحطات نووية في البلاد، بحسب تقرير حديث اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ووقّعت شركة كونستليشن إنرجي (Constellation Energy)، خلال الشهر الماضي، اتفاقية شراء طويلة الأجل للكهرباء لمدة 20 عامًا، مع إحدى محطات الطاقة النووية في أميركا بولاية بنسلفانيا.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى تأمين احتياجات الطاقة اللازمة لمراكز بيانات شركة مايكروسوفت في منطقة وسط المحيط الأطلسي، عبر تزويدها بمصادر كهرباء موثقة وخالية من الكربون.

وقعت شركة كونستليشن إنرجي هذا العقد مع الوحدة الأولى بمحطة الطاقة النووية ثري مايل آيلاند (Three Mile Island nuclear powe) التي عادت كانت مغلقة منذ عام 2019 لعدم الجدوى الاقتصادية.

وتعرّضت المحطة، الواقعة في جزيرة ثري مايل آيلاند على نهر سسكويهانا في ولاية بنسلفانيا، لأسوأ حادث للطاقة النووية التجارية بأميركا في 1979؛ نتيجة الانهيار الجزئي لمفاعل الوحدة 2، ما أثر في أداء المحطة وجعلها تعمل بمفاعل واحد منذ عام 1985، بحسب تقرير نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية (مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024).

ووافقت مايكروسوفت على شراء الكهرباء لمدة عقدين، وذلك للمرة الأولى التي تحصل فيها على مفاعل نووي مخصص لاستعمالاتها بنسبة 100%، ما يبرز الاهتمام المتزايد بمحطات الطاقة النووية في أميركا، من قبل شركات مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي في البلاد.

ولم تكن صفقة مايكروسوفت الأولى في هذا المجال، فقد سبقها إلى ذلك شركة أمازون ويب سيرفيس (Amazon Web Services) في مارس/آذار الماضي، عبر توقيع صفقة مماثلة لشراء 960 ميغاواط من محطة طاقة نووية تقع -أيضَا- في ولاية بنسلفانيا.

على الرغم من أن بناء محطات الطاقة النووية في أميركا وغيرها مكلف تاريخيًا، لكنها تولّد كهرباء عادة بتكاليف تشغيل منخفضة نسبيًا، إذ تبلغ قدرة المفاعل الواحد 800 ميغاواط أو أكثر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى