انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية بعد فراغ استمر 26 شهراً
أعلن البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، انتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون ليكون بذلك الرئيس الـ14 للجمهورية، بعدما حصل على 99 صوتا من بين 128 خلال الدورة الثانية من عملية التصويت السري.
حيث عقد البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، جلسة مفصلية لتنهي شغوراً في سدة الرئاسة دام أكثر من سنتين، وأسهم في تعميق الأزمات المتتالية التي يشهدها لبنان منذ عام 2019.
وكانت تشير التطورات السياسية الأخيرة إلى أن قائد الجيش اللبناني، العماد جوزف عون، بات المرشح الأوفر حظاً للوصول إلى قصر بعبدا، مدعوماً بمواقف نيابية محلية وتأييد إقليمي ودولي، ويأتي ذلك بعد انسحاب المرشح السابق المدعوم من “حزب الله”، الوزير سليمان فرنجية، الذي أعلن دعمه للعماد عون، ما شكّل نقطة تحول في مسار الاستحقاق الرئاسي.
توافق داخلي:
تكثفت في الساعات الماضية الاتصالات والمشاورات على المستويين المحلي والدولي لضمان حصول عون على النصاب القانوني اللازم لانتخابه، ورغم أنه من المتوقع أن يحصل على 74 صوتاً على الأقل في جلسة اليوم، فإن تعديل الدستور يظل العقبة الأبرز أمام انتخابه؛ إذ يشترط الدستور اللبناني مرور سنتين على استقالة الموظفين الكبار قبل ترشحهم لمنصب الرئاسة.
تشريع الانتخاب يتوقف على تصويت كتل نيابية رئيسية مثل “حركة أمل” و”حزب الله” وحلفائهما (31 صوتاً) أو “التيار الوطني الحر” برئاسة جبران باسيل (13 صوتاً) لتأمين الـ86 صوتاً اللازمة لتعديل الدستور، هذا المشهد يعكس الحاجة إلى توافق سياسي واسع لتجاوز العقبات القانونية.
انسحاب فرنجية يمهد الطريق لعون
أعلن رئيس “تيار المردة”، سليمان فرنجية، انسحابه من السباق الرئاسي في بيان قال فيه:
“أما وقد توفرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب”.
فرنجية أكد دعمه للعماد جوزف عون، معتبراً أن الأخير يتمتع بمواصفات تحفظ مكانة الرئاسة، ودعا المجلس النيابي إلى إنجاز عملية الانتخاب بما يخدم وحدة البلاد واستقرارها.
صدر عن رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه البيان التالي:
“أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد، وإزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب.
وإذ أشكر كلّ من اقترع لي، فإنني – وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف…
— Sleiman Frangieh (@sleimanfrangieh) January 8, 2025
ميقاتي متفائل بانتخاب الرئيس
عبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن تفاؤله بجلسة اليوم، قائلاً في تصريحات من السرايا الحكومية:
“للمرة الأولى، منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور؛ لأنه بإذن الله سيكون لدينا غداً رئيس جديد للجمهورية”.
تصريح ميقاتي يعكس تفاؤلاً حذراً بطي صفحة الشغور الرئاسي وبدء مرحلة جديدة من العمل السياسي لمعالجة الأزمات العديدة التي تواجه لبنان.
وانتخاب جوزف عون، إن تحقق، سيشير إلى بداية مرحلة جديدة للبنان، الذي شهد انهيارات اقتصادية ومالية متلاحقة منذ عام 2019، ومع الدعم المحلي والدولي المتوقع لعهد عون، يؤمل أن يسهم ذلك في تعزيز الاستقرار النسبي وفتح الباب أمام حلول للأزمات المتراكمة.
يبقى نجاح جلسة البرلمان اليوم مرهوناً بتحقيق التوافق النيابي المطلوب لتعديل الدستور وانتخاب الرئيس، وهو ما قد يمثل خطوة مهمة نحو استعادة الثقة بالمؤسسات اللبنانية.