تحقيق الحياد الكربوني في آسيا يتباطأ.. خطط مليئة بـ”الثغرات والحلول الزائفة”

تمرّ خطوات تحقيق الحياد الكربوني في آسيا بمرحلة تباطؤ في الآونة الأخيرة، رغم ما شهدته بعض دولها من تقدم كبير في ذلك -مثل اليابان- إضافة إلى إندونيسيا التي طرحت خطة للتخلص من محطات الكهرباء العاملة بالفحم خلال 15 عامًا، وهي التي وصفها البعض بـ”المبالغ فيها”.

ويعتمد عدد كبير من دول القارة على توليد الكهرباء بحرق الفحم، وتتصدر الدولتان العملاقتان -الهند والصين- هذا النهج، لذلك لا شيء يدعو إلى الاندهاش عند معرفة أن الأولى تحتل المركز الثالث بين أكبر مصدري انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا، في حين تتصدر الثانية القائمة، وجعل ذلك القارة مسؤولة عن معظم تلك الانبعاثات عالميًا.

ورغم ظواهر تغير المناخ التي باتت أكثر تطرفًا في السنوات الأخيرة، وكبّدت خزائن هذه الدول خسائر مليارية، فإن التحرك نحو تحقيق الحياد الكربوني في آسيا يتباطأ، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقالت رئيسة شبكة “كيكو نتورك” غير الربحية في اليابان، التي تعمل على علاج أزمة تغير المناخ من خلال المجتمع، مي أساوكا: “إن تباطؤ تحقيق الحياد الكربوني في آسيا يعكسه عدم اتخاذ التدابير الضرورية لذلك مثل التخلص من محطات الفحم ومضاعفة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة”.

وأشارت إلى أن التحدي الرئيس الآن يتمثل في تلكّؤ خطة تحول الطاقة في آسيا، وخطط الحياد الكربوني في دول القارة مليئة بالثغرات والحلول الزائفة التي ستضر بمناخها، وتقود اليابان في جذب المنطقة إلى الوراء في ذلك.

كانت اليابان -حتى وقت ليس بالبعيد- في مقدمة الدول التي تقود خطط تحقيق الحياد الكربوني في آسيا. وفي بداية هذه الألفية حقّقت الدولة تقدمًا كبيرًا في خفض انبعاثات الكربون، إذ سجلت تراجعًا بنسبة 25% منذ عام 2013، وهو من أعلى المعدلات العالمية. كما تضاعف توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في اليابان من 10.9% في 2013 إلى 21.7% في 2022.

وجاء نجاح اليابان في خفض انبعاثات الكربون نتيجة النمو السريع لمشروعات الطاقة الشمسية بين عامي 2012 و2022، ورفع مستوى كفاءة الطاقة، إضافة إلى استهلاك وقود أحفوري أقل.

ولسوء الحظ، توقف تقدم اليابان في هذا الأمر خلال السنوات الأخيرة، إذ تباطأ نمو الطاقة الشمسية، كما لم تعتمد نشر طاقة الرياح على نطاق واسع حتى الآن.

ورغم وجود خطة جديدة لدى طوكيو التي أُطلِق عليها “غرين ترانسفورماشن” أو “جي إكس” لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050؛ فإنها تثير القلق؛ لأنها تعتمد -بصورة رئيسة- على تقنيات مثل الأمونيا والهيدروجين والتقاط الكربون وتخزينه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى