تحول الطاقة في جنوب أفريقيا يهدد عمال مناجم الفحم ومحطات الكهرباء (تقرير)
يحمل تحول الطاقة في جنوب أفريقيا، الذي تسعى كيب تاون إلى تحقيقه، أضرارًا للعاملين في مناجم الفحم، ومحطات الكهرباء التي تستعمل هذا الوقود في البلاد.
ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يستلزم انتقال كيب تاون إلى الطاقة المتجددة والتحول بعيدًا عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري التخلص تدريجيًا من صناعة الفحم، خلال العقود المقبلة؛ ما سيؤثر سلبًا في أكثر من 100 ألف عامل وأسرهم، من العاملين بمجال تعدين الفحم وتوليد الكهرباء.
لهذه الغاية، بحث أستاذ الاقتصاد مدير وحدة أبحاث سياسة التنمية في جامعة كيب تاون، هارون بهورات، والخبراء الاقتصاديون فرانسوا ستينكامب، وتسونغاي كوبيتا، وليزا مارتن، عدد العمال الذين سيتضررون من تحول الطاقة في جنوب أفريقيا.
وخلص البحث إلى أن نحو 28 ألفًا و400 أسرة من الأسر العاملة في مجال تعدين الفحم معرضة للخطر من تحول الطاقة في البلاد؛ لأن لديهم على الأقل فردًا واحدًا مُعالًا، ولا يوجد ضمن أفراد الأسرة أشخاص يعملون في مكان آخر.
عند دراسة صناعة الفحم في جنوب أفريقيا، توصّل الباحثون إلى أنه “يوجد في كيب تاون 78 منجمًا للفحم قيد التشغيل، ومن بينها، يقع 65 منها (أو 83%) في الجزء الجنوبي الغربي من مقاطعة مبومالانغا”.
وتمثّل هذه المناجم الـ65 ما يقرب من 80% من إجمالي إنتاج الفحم في كيب تاون، حسبما نشر موقع “ذا كونفرسيشن” (The Conversation) المعني بتغطية التحليلات الإخبارية والتقارير البحثية.
ويتركز توليد الكهرباء من الفحم في مقاطعة مبومالانغا، ومن بين محطات توليد الكهرباء بالفحم التابعة لشركة إسكوم، التي يبلغ عددها 14 محطة، يوجد 11 محطة في هذه المقاطعة، وتمثّل هذه المحطات 70% من القدرة التشغيلية لشركة إسكوم.
وعلى الرغم من أن قطاع تعدين الفحم يمثّل نحو 0.5% من إجمالي العمالة في جنوب أفريقيا؛ فإن قطاعات توليد الكهرباء والتصنيع العاملة بالفحم تمثّل وظائف أكثر كثيرًا في سلسلة قيمة الفحم، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
من ناحيتها، تشمل هذه القطاعات صناعة الكيماويات والبتروكيماويات، ومحطة ساسول لتحويل الفحم إلى وقود سائل، التي تستعمل 33% من الفحم غير المصدر.