تهافت على شراء الليرة اللبنانية… “القرار سياسي”
كتب عامر زين الدين في “الأنباء”:
إثر انتخاب الرئيس العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، وقبل الساعات التي سبقت إنجاز الاستحقاق، شهدت محلات الصيرفة إقبالا على تبديل الدولارات بالليرة اللبنانية.
وانتظمت طوابير من قبل المواطنين خشية من انخفاض سعر الصرف، على رغم صدور بيان رسمي حول استقرار سعر الصرف.
فمنذ فترة طويلة، ومع تسلم حاكم مصرف لبنان بالإنابة د.وسيم منصوري منصب الحاكم، ومع سيطرة المصرف المركزي على سعر الصرف (بين 89500 ليرة لبنانية أو 89800)، جرى وقف التلاعب بالعملة الوطنية من خلال تطبيقات خاصة، ولم يعد بإمكان اصحاب محال الصيرفة التأثير على سعر الصرف.
وكان اللبنانيون اعتادوا في الأعوام الماضية شراء العملة الأجنبية، نظرا الى الظروف القاسية التي مر ويمر بها لبنان والنتائج السلبية للشؤون الاقتصادية.. ولطالما شكل حفظ عملاتهم النقدية بالدولار الأميركي ضمانة لموجوداتهم النقدية.
أحد اصحاب محال الصيرفة في الجبل قال لـ «الأنباء»: «منذ مساء الأربعاء بدأ كثر من الناس يقومون بتبديل عملاتهم من الدولار إلى الليرة اللبنانية، نظرا الى المناخات الإيجابية التي سادت الأجواء في شأن إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية».
وأضاف: «الفارق هذه المرة انه لا توجد شائعات او مضاربات على العملة، بعد استقرار وتثبيت سعر الصرف، كذلك مع ارتفاع أسهم انتخاب قائد الجيش تحديدا. تلك الأجواء ساهمت في استعجال اللبنانيين للتوافد على محال الصيرفة لشراء الليرة».
وتابع: «ثمة كلام كثير من ان انتخاب رئيس للجمهورية، وفي ظل الدعم الخارجي سيعيد سعر الدولار إلى 50 الف ليرة. لذا استعجلوا الامر، علما انه لم يصدر اي بيان بتبديل السعر على النحو الذي استقر عليه بمستواه الحالي 89700- 89500».
وجزم صاحب محل الصيرفة، «ان القرار الاول والأخير بالاستقرار هو سياسي، بمعزل عن كل العوامل الاخرى. وهو الذي يتأثر به سعر الصرف أكثر من أي أمر آخر. والأجواء العامة توحي ان شاء الله باستقرار مالي على هذا الصعيد، وعودة الروح الإيجابية الى القطاع المالي الذي شهد تدهورا كبيرا، وبعد الذي سببه تراجع العملة من تكبد اللبنانيين خسائر كبيرة».
الهدوء عاد الى سوق الصيرفة قبل ظهر الجمعة، واحتفظ الناس بدولاراتهم، التي باتت أداة تعامل في السوق، على محطات تعبئة الوقود وفي المطاعم والمقاهي والمدارس والمحال التجارية.