توتال إنرجي تؤجل مشروع غاز مسال ضخمًا في أفريقيا.. ما القصة؟

أعلنت شركة توتال إنرجي الفرنسية تأجيل تنفيذ مشروع غاز مسال ضخم في أفريقيا، تصل قيمته إلى 20 مليار دولار، في خطوة مثيرة للجدل، تعكس حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة.
ويواجه مشروع الغاز المسال في موزمبيق، الذي كان يُنظر إليه على أنه أحد أكبر استثمارات الطاقة في القارة الأفريقية وأحد أكبر مشروعات الغاز المسال عالميًا، تحديات متزايدة تهدد جدواه الزمنية والاقتصادية.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، جاء تأجيل المشروع بعد تفعيل بند “القوة القاهرة” عام 2021، عقب هجوم دموي شنّه متمردون في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية، ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص، من بينهم عمّال أجانب، بالقرب من موقع المشروع.
وكانت التوقعات تشير إلى إمكان استئناف المشروع بحلول نهاية العام الماضي 2024، إلّا أن تصاعد أعمال العنف بعد الانتخابات الرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول عرقلَ تلك الخطط، ليصبح هدف بدء الإنتاج في عام 2029 مهددًا.
أطلقت توتال إنرجي مشروع الغاز المسال في موزمبيق عام 2020 بوصفه أكبر استثمار أجنبي مباشر في القارة الأفريقية آنذاك، مع توقعات بأن يُحدث تحولًا جذريًا في اقتصاد موزمبيق.
ويستهدف المشروع تطوير حوض روفوما لإنتاج 13 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، ليضع موزمبيق على خريطة كبار منتجي الغاز عالميًا، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
لكن المشروع تعرَّض لسلسلة من الانتكاسات، بدءًا من المخاطر الأمنية إلى النزاعات السياسية، إذ جاء تفعيل شرط “القوة القاهرة” بوصفه ردّ فعل مباشرًا على الهجمات المسلحة، التي أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص وتشريد مئات الآلاف.
ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ الأوضاع في المنطقة، إذ تواصلت أعمال العنف والاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة بعد الانتخابات الأخيرة.
رغم التدخل العسكري من رواندا التي أرسلت 4 آلاف جندي لدعم استقرار المنطقة، فإن الوضع الأمني ما يزال هشًّا.