حقل بحر السلام.. عملاق غاز ليبي احتياطياته 55 تريليون قدم مكعبة
ما يزال حقل بحر السلام الغازي أحد أهم الشرايين التي تمدّ ليبيا بالغاز الطبيعي، بينما يفيد قربه من الحدود مع الجارة تونس، في دعم اقتصاد الدولة، وسياستها كذلك.
وبحسب قاعدة بيانات النفط والغاز الليبي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي العملاق، يمثّل أهمية للاتحاد الأوروبي، الذي يستهدف شراء إنتاج الحقل، وكذلك لإيطاليا، التي تستثمر شركة “إيني” (Eni) كبرى شركاتها في الحقل.
ويؤدي حقل بحر السلام دورًا مهمًا في تحقيق اكتفاء ليبيا ذاتيًا من الغاز والمكثفات، إذ يتراوح حجم إنتاجه بين 900 مليون ومليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز، بالإضافة إلى كميات تتراوح بين 30 و35 ألف برميل من المكثفات.
يقع الحقل تحت إدارة شركة مليتة للنفط والغاز، التي تشغّله نيابة عن شركة إيني الإيطالية ومؤسسة النفط الليبية، إذ تجري عمليات معالجة إنتاج حقل بحر السلام، وفصل وإزالة المياه، في مجمع مليتة للمعالجة، بعد ضخه إليها عبر أنبوب بحري.
بدأت المراحل الأولى لمشروع حقل بحر السلام، بين ليبيا وإيطاليا، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1977، إلّا أن إنتاجه لم يكن ذا فاعلية في الاقتصاد الليبي قبل عام 2005، إذ يتجه إنتاجه إلى التصدير بما يحقق عوائد مهمة للدولة، وفق ما نشرته منصة شركة “مليتة” للنفط والغاز.
ويقع الحقل الغازي على بُعد 110 كيلومترات من السواحل الليبية، وينتج في الوقت الحالي نحو نحو مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، من خلال 15 بئرًا تقع جميعها قرب المنصة، بالإضافة إلى 11 بئرًا تحت سطح البحر.
وتُقسَم الآبار الواقعة تحت سطح البحر، والتابعة لحقل بحر السلام الغازي في ليبيا، إلى مجموعتين واقعتين على مسافات تقع بين 20 و24 كيلومترًا من منصة صبراتة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتمكنت شركة مليتة، خلال العام 2020، من إطلاق مشروع لتركيب منصتين جديدتين، بالإضافة إلى حفر 31 بئرًا تطويرية جديدة، بتكلفة استثمارية 5.6 مليار دولار، وذلك ضمن خططها لتطوير الحقل، بما يعود بالنفع على اقتصاد الدولة.
ويعدّ مشروع حقل بحر السلام إستراتيجيًا بالنسبة لقارة أوروبا، التي تتطلع إلى الحصول على كميات ضخمة من الغاز الليبي، تغنيها بشكل كبير عن انقطاع أو انخفاض وارداتها من الغاز الروسي، إثر انطلاق الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.