سوق الغاز الأوروبية تواجه مثلث مخاطر قاعدته ترمب.. هل تتفادى أزمة إمدادات؟

تواجه سوق الغاز الأوروبية بوادر أزمة في الإمدادات اللازمة لإعادة ملء مرافق التخزين خلال موسم الصيف المقبل، على خلفية تناقص مخزونات الغاز خلال الشتاء الحالي، تزامنًا مع وقف نقل الغاز الروسي إلى القارة عبر الأراضي الأوكرانية.

وتأتي أزمة الإمدادات المحتملة في سوق الغاز في أوروبا على الرغم من تعهدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤخرًا بأن بلاده ستضمن إتاحة إمدادات غاز طبيعي مسال إلى القارة العجوز، حتى في ظل مخاوف من أن ينتج عن قطاع الصادرات المزدهر ارتفاع في أسعار الغاز للمستهلكين الأميركيين.

وتشهد الأسعار في سوق الغاز الأوروبية ارتفاعًا حادًا مع انخفاض المخزونات بوتيرة أسرع من المتوقع، بسبب الطقس البارد، وانخفاض إنتاج الطاقة المتجددة، وتوقف نقل الغاز الروسي إلى القارة عبر أوكرانيا؛ إذ لامست 46 يورو (47.36 دولارًا)/ميغاواط/ساعة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بارتفاع 16% عن الشهر السابق.

* (اليورو = 1.05 دولارًا أميركيًا).

ويُتوقع أن تصعد أسعار الغاز الأوروبية بنسبة 7% هذا العام، قبل أن تهبط 9% في عام 2026، وسط ركود الطلب؛ ومع تراجع المخزونات حاليًا إلى ما دون متوسطها الموسمي قبل الحرب الأوكرانية، تواجه أوروبا ضغوطًا متزايدة لتأمين الإمدادات قبل شتاء 2025-2026.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استنفدت أوروبا نصف مخزونها من الغاز هذا الشتاء، وهبط إجمالي مستوى مخزونات الغاز في القارة بنسبة 25% من ذروتها، ليمثل أكبر انخفاض منذ عام 2018.

تبدي سوق الغاز الأوروبية ثقة كافية بشأن سد الطلب المتنامي خلال فصل الشتاء، بينما تظهر عليها علامات التوتر بخصوص تخزين الغاز في فصل الصيف، مع الالتزام الحذر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ومن المتوقع أن تجذب سوق الغاز الأوروبية أحجامًا كافيةً من الغاز الطبيعي المسال خلال الأسابيع المقبلة لتعويض مخزونات الغاز المتناقصة تحت الأرض، حتى لو انتعش الطلب في السوق الفورية الآسيوية.

وفي الوقت نفسه يتطلّع السياسيون الأوروبيون واللاعبون في السوق على حد سواء إلى إيجاد أرضية مشتركة بشأن زيادة محتملة في مشتريات الغاز المسال الأميركية مع الرئيس دونالد ترمب الذي كثيرًا ما هدّد أوروبا بفرض تعرفات جمركية ما لم يوافق المشترون على شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال من أميركا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى