شبكة الكهرباء في بريطانيا مأزومة.. وقصة غيغاواط واحدة قد تعصف بالنظام

ما تزال شبكة الكهرباء في بريطانيا غير قادرة على تجاوز عقبة حاسمة تمنعها من توفير إمدادات موثوقة تُجنِّب البلاد الدخول في أزمات طاقة محتملة.
وتفتقر الشبكة الكهربائية في بريطانيا إلى المرونة اللازمة؛ ما يعوق قدرتها على إدارة التقلبات في إنتاج الطاقة المتجددة ذات الطبيعة المتقطعة.
كما أن البنى الأساسية لشبكة الكهرباء في بريطانيا أصبحت قديمة ومتهالكة؛ إذ يتجاوز عُمر العديد من محطات الطاقة عقودًا من الزمان، ولم تخضع للتحديثات المطلوبة منذ ذلك الحين.
ووفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء إلى 612 تيراواط/ساعة في ظل خطط الحياد الكربوني الحالية، خلال المدة من عام 2010 إلى عام 2050.
تفادت شبكة الكهرباء في بريطانيا انقطاعًا في الكهرباء في بداية شهر يناير/كانون الثاني المنصرم، وبدا الأمر وكأن البلاد وصلت إلى آخر نصف غيغاواط من السعة المتاحة لديها، وفق مقالة للكاتب ورئيس منظمة نت زيرو ووتش (Net Zero Watch) أندرو مونتفورد.
وقال مونتفورد، إن الخيار الوحيد المتاح حاليًا أمام مديري شبكة الكهرباء في بريطانيا هو قطع التيار عن الجمهور، إمّا عبر ترتيبات طوعية (أو ما يُطلَق عليه الاستجابة من جانب الطلب)، أو عبر الإجبار الذي يأخذ شكل قطع الكهرباء.
والاستجابة من جانب الطلب هي أحد أهم جوانب إدارة الطاقة الحديثة؛ إذ تُمكِّن مستعملي الكهرباء من تعديل أنماط استعمالاتهم؛ استجابةً لإشارات مثل تغيرات العرض والسعر.
وأضاف الكاتب: “ولذا؛ فإن نظام الكهرباء في بريطانيا هشّ بلا شك؛ وفي النهاية يمكننا إلقاء اللوم على مصادر الطاقة المتجددة التي على الرغم من أن سعتها الإجمالية تلامس 45 غيغاواط، فإنها لم تولّد سوى 2.6 غيغاواط في أثناء أوقات الذروة في 8 يناير/كانون الثاني المنصرم”.
وتابع: “لكننا، بشكل أو بآخر، محظوظون؛ إذ إنه في أوقات أخرى من العام الحالي تراجع إنتاج الطاقة المتجددة إلى 0.5 غيغاواط”.