فيلم “روج” السعودي في عرضه العالمي الأول: عمليات التجميل هدفه

افتتح الفيلم السعودي القصير “روج” أولى محطاته ضمن فعاليات “أيام قرطاج السينمائية”، حيث تم عرضه أمس الخميس، وهو العرض العالمي الأوّل للفيلم. وفي السياق ذاته، هناك أفلام سعودية سطعت في مهرجان البحر الأحمر السينمائي وأشاد بها النقاد والجمهور.

تصدّت المخرجة السعودية سماهر موصلي لإخراج العمل، وهو الإنتاج الأول لفيلم من إخراج إمرأة تقوم بدعمه مجموعة “تلفاذ 11” كما شارك في دعمه المركز الثقافي “إثراء” وشركة Centerframe Production – لندن.

تدور أحداث الفيلم حول البطلة “دانا” المذيعة السعودية التي يصعقها خبر يهدد مسيرتها المهنية، في عيد ميلادها التاسع والثلاثين، ولا يفصلها عن فقدان وظيفتها إلا عام واحد.

في محاولة يائسة لإنقاذ مسيرتها المهنية المُتعثرة تقرر الخضوع لجراحة تجميلية لتجد نفسها في مواجهة تبعات هذا القرار الذي غيَّر مجرى حياتها.

يحمل الفيلم رسالة مبطنة وهادفة، إذ يطرح حالة نفسية مخصوصة تتعلق بصناعة صناعة التجميل في السعودية بعد أن أصبحت ظاهرة تثير القلق، إذ تفرض توقعات غير عادلة على النساء الشابات وتقلل من شعورهن بالثقة بالنفس.

هذه الظاهرة تتكاثر بشكل جنوني ليس فقط في السعودية ولكن في جميع أنحاء العالم وهو ما دفع المخرجة سماهر موصلي لتصنع فيلما يروي قصة عن الضغوطات الاجتماعية والحرب الداخلية التي تدور في عقول النساء في هذا الخصوص. تذكري معنا فيلم “انصراف” السعودي الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي.

تتواصل عروض أفلام الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية (من 14 إلى 21 ديسمبر 2024) في مختلف الأقسام الرسمية والموازية وضمن برمجة شارع الحبيب بورقيبة وشهد اليوم الثاني الاثنين 16 ديسمبر 2024 انطلاق فعاليات “شبكة و”تكميل” ضمن قسم “قرطاج للمحترفين” المنصة المهنية الداعمة للأصوات السينمائية الواعدة وصناع الأفلام العرب والأفارقة.

من اللافت أنه منذ تأسيس هذا المهرجان تحديدًا عان 1992، و”قرطاج للمحترفين” تتطلع لتكون مساحة لتطوير المشاريع وفضاء لتبادل الخبرات بين مهنيي القطاع عبر ورشتي “شبكة” (مرحلة التطوير) و”تكميل” (مرحلة ما بعد الإنتاج)، ورشات ودروس متخصصة (ماستر كلاس) وجلسات حوارية.

وفي نسخة 2024 تسعى “قرطاج للمحترفين” – وتشرف على تصورها يمينة المشري بندانة – لاهتمام أوسع وأعمق بالأصوات السينمائية الناشئة ضمن فعالية مستحدثة تحمل عنوان “Meet The Talents”.

تمنح “قرطاج للمحترفين” في الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية فرصة لطلبة السينما والشغوفين بالفن السابع فرصة لقاء مخرجين تفردوا في تجربتهم السينمائية وهم هاني أبو أسعد، جيلاني السعدي ومرزاق علواش.

وكان اليوم الثاني من أيام قرطاج السينمائية الاثنين 16 ديسمبر 2024 موعدا لماستر كلاس المخرج الجزائري مرزاق علواش – أحد أهم مخرجي السينما الواقعية الجديدة في افريقيا والعالم العربي – وأدارها الأكاديمي والناقد السينمائي كمال بن وناس وشكل هذا الدرس المتخصص فرصة للتعرف أكثر على محطات مفصلية في مشوار مرزاق علواش الذي عاد لفترة تصويره لفيلمه الروائي الطويل الأول “عمر قاتلاتو” وعرج على مرحلة مهمة في مسيرته والمرتبطة بفيلمه “باب الوادي سيتي”. وعن علاقته بالسينما التونسية تحدث مرزاق علواش عن اكتشافه الأول للنوري بوزيد في فيلم “ريح السد” وعن إعجابه بفيلم الراحلة مفيدة التلاتلي “صمت القصور”.  

وتخلل برمجة اليوم الثاني من فعاليات أيام قرطاج السينمائية وتحديدا ضمن قسم “الأفلام المرممة” (JCC Classique) المنظم من طرف المكتبة السينمائية عرض فيلم “معسكر تياروي” (1988) لأب السينما الافريقية عصمان صمبان في نسخته المرممة وهذا الفيلم من الأعمال الافريقية الأولى المنتجة ضمن شركات “جنوب جنوب” (الفيلم من تركيب التونسية كاهنة عطية وتصوير الجزائري إسماعيل لخضر حمينة) وقد تم انتاجه من طرف السنغال، تونس والجزائر وبالتزامن مع هذا العرض ودعما للإنتاج المشترك بين الدول الإفريقية كرمت أيام قرطاج السينمائية عدد من قدامى التقنيين التونسيين شاركوا في أعمال مشتركة على مستوى الإنتاج وهم نعمة الجازي، حسن دلول، لطفي لعيوني، الهاشمي جولاق وعربي بن علي.

وفي مساء الاثنين 16 ديسمبر 2024 أشرف سفير السنغال بتونس مصطفى صو على الافتتاح الرسمي لفعالية تكريم السينما السنغالية بقاعة “الأفريكا” ونوه بالديناميكية التي يتسم بها قطاع السينما في بلاده في السنوات الأخيرة بفضل السياسة الثقافية للسنغال الرامية للاستثمار في الفن السابع ودعم صناعه عبر تحديث البنية التحتية والدعم المالي لإنتاج الأفلام وتكوين الأصوات السينمائية الناشئة.

بدوره حرص فريد بوغدير الرئيس الشرفي لأيام قرطاج السينمائية في دورتها الخامسة والثلاثين على التذكير بإرث الرواد والمؤسسيين للسينما الافريقية (الطاهر شريعة، عصمان صمبان وأباباكر صامب مخارام ..) والمسار المشترك والنضالي لصناع السينما التونسية والسنغالية مؤكدا أن هذه الاستمرارية من جيل إلى آخر نسجت الهوية المشتركة وقوامها الالتزام بسينما مستقلة تبحث جماليا وفكريا. وأشار فريد بوغدير في ذات السياق لحضور السينما السنغالية في مختلف أقسام المهرجان (المسابقات والخيارات الموازية) ومن بين هذه الأفلام “دمبا” لمامادو ديا في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة و”داهومي” لماتي ديوب في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. حفل افتتاح فعالية “السينما السنغالية تحت المجهر” شمل كذلك عرض فيلم “بانيل وأداما” لراماتا تولاي سي.

وأخيرًا، وضمن حديثنا عن الأفلام السعودية تابعي الإعلان عن بدء تصوير الفيلم السعودي “مسألة حياة أو موت” وإليك أبرز تفاصيله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى