لحظات مؤثرة: ابن الـ 91 عاما التقى بزوجته بعد أشهر من الفراق بسبب الحرب على لبنان شاهدوا الفيديو
ووثّق حفيدهما لحظات اللقاء المليء بالدموع، بمقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم بين اللبنانيين خلال الساعات الماضية.
وروى ابن المسنين الكاهن جان يونس لـ”العربية” أنه قرر النزوح مع والديه من دبل إلى منطقة أكثر أماناً بعد بلوغ التصعيد الإسرائيلي أوجه.
وأضاف قائلا “مع اشتداد المعارك قررت الخروج من البلدة مع والدي (91 عاماً) ووالدتي (77 عاماً)، فاقترحت شقيقتي التي تعيش في الولايات المتحدة أن تأخذ والدتي الى هناك كَون لديها فيزا، أما والدي فأخذته معي إلى مدرسة قدموس بجوار مدينة صور التي أتولّى إدارتها”.
هكذا بات كل من الياس ونعيمة في بلد مختلف، بعد 60 عاماً من العيش سوياً تحت سقف بيتهما الزوجي في الجنوب اللبناني.
“إسرائيل قتلتها”
كما أوضح ابنهما أنه “طيلة الأشهر الثلاثة كان والده يسأل عن زوجته، متسائلا ” أين هي؟ لماذا ليست معي؟”
وفي كل مرة كان الابن يجيبه بأنها سافرت إلى أميركا، لكنه لم يقتنع، بل كان دوما يرد “إسرائيل قتلتها وأنتم تخفون عنّي الحقيقة”.
وتابع قائلا “حاولت أكثر من مرّة أن أجمعهما عبر تقنية VIDEO CALL لكن بسبب كُبر سنّه وقدرته الضعيفة على التركيز، لم أوفّق. وعرضت عليه فيديو صوّرته هي مع شقيقتي، لكنه رفض تصديق محتواه، وردّ عليّ بأنه قديم وبأنكم تخفون عنّي حقيقة أن والدتكم قتلت خلال اشتداد المواجهات”.
“أكل نعيمه أطيب”
أما أكثر ما أثار قلق ابنهما، فكان صحة والده. إذ أكد المتحدث أن صحته كانت تتراجع يوماً بعد يوم بسبب فراقه عن والدته، وكان يرفض أحياناً تناول الطعام ، قائلا “أكل نعيمة أطيب”.
لكن ما إن تم الإعلان عن اتّفاق وقف إطلاق النار فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني الفائت، حتى قطعت شقيقته تذكرة سفر لعودة والدته نعيمة من الولايات المتحدة، لأن صحة والده كانت في تراجع مستمر.
فكان اللقاء المُنتظر مساء الاثنين الفائت في منزل شقيق الكاهن جان يونس في مدينة جونيه التي نزح إليها هو ووالده من صور التي كانت تتعرّض لقصف إسرائيلي مركّز الشهر الفائت.
وقال يونس كان اللقاء بينهما مؤثّراً جداً، فوالدي لم يُصدّق أنه رآها مرّة ثانية بعدما كان يعتقد طيلة الأشهر الثلاثة الماضية أن إسرائيل قتلتها”.
كما أضاف “فرحته لا تُصدّق… فقد عاد يأكل بشكل طبيعي بل تحسنت صحته فقط لأنها أصبحت إلى جانبه”.
هذا وتمنّى يونس أن تستقرّ الأوضاع الأمنية في جنوب لبنان كي يتمكّن أهله من العودة إلى بلدتهما، خصوصاً أن عدداً من منازلها إما متضرر بشكل كامل او جزئي كما هو حال منزل والديه.
إلى ذلك، أشار إلى أنه لم يخبر والدَيه بأن منزل العائلة في دبل تضرر نتيجة القصف الإسرائيلي، لأن ذلك سيؤثر عليهما. وأضاف قائلا:” ننتظر أن تتّضح الصورة أكثر في الجنوب بعد بدء تطبيق اتّفاق وقف النار، كي نعمد إلى إصلاحه ثم نأخذهما إليه”. (العربية)
تابع