مصرف لبنان وأولويته: الحفاظ على ثبات سعر الصرف
واذا كان مصرف لبنان ينتظر قرار مجموعة العمل المالي حول امكان ادراج مصرف لبنان ضمن اللائحة الرمادية فان منصوري قد عمل جهده لخروج لبنان بأقل الخسائر الممكنة اقله عدم ايقاف المصارف المراسلة من التعامل مع المصارف اللبنانية او مدى تأثير ذلك في سوق القطع خصوصا ان الظروف التي يعيشها لبنان لا تساعد منصوري على المضي في اصلاحاته التي على اساسها قبل تسلم منصب الحاكمية وبالتالي فان التعاميم التي يصدرها او الزيارات التي يقوم بها الى عواصم القرار المالي العالمي او ضخه الدولارات في سوق القطع لا تساعد على التقدم ما لم تسانده السلطتان التشريعية والتنفيذية اللتان خذلتاه ولم تتجاوب معه في هذا الاطار.
ويقول منصوري ان لبنان بحاجة الى وضع خطة عمل تشاركية مع كل الجهات المحلية المعنية، بدعم من السلطة التشريعية ومن صانعي السياسات لمعالجة الثغر وتعزيز فعالية نظام مكافحة تبيض الأموال وتمويل الإرهاب اللبناني. بالفعل هناك حاجة الى مقاربة حكومية شاملة لتنفيذ الإجراءات التصحيحية المطلوبة من الجهات الداخلية المعنية.
ويعود منصوري ليؤكد أهمية الدعائم الأربع التي يجب الارتكاز عليها لاخراج لبنان من الأزمات العميقة التي تعصف به: أولاً، المحاسبة عن طريق القضاء حصرا ً، ثانياً وضع آلية واضحة لاعادة أموال المودعين، ثالثاً، بناء الاقتصاد من خلال إعادة إطلاق عمل القطاع المصرفي، ورابعاً، إعادة هيكلة الدولة وإجراء الإصلاحات التي طال انتظارها.”
لكن في ظل الضغوط التي يتعرض لها لبنان فان الاولوية بالنسبة لمصرف لبنان ضمان ثبات سعر الصرف ومن اجل ذلك لا يعدم اي وسيلة للحفاظ على هذا الثبات اولها التعميم الاخير الذي سمح للمستفيدين من التعميمين ١٥٨ و ١٦٦ بقبض ثلاث دفعات شهرية في شهر تشرين الاول الحالي وهذا ما سبب ضخ حوالى ٢٠٠ مليون دولار كانت كافية لتثبيت دعائم سعر الصرف ولتوجيه رسالة الى كل من يحاول العرقلة او المضاربة ان مصرف لبنان بالمرصاد لاي محاولة تعرض هذا التثبيت لاي اهتزاز ولن يتفاجأ المودعون اذا قرر مصرف لبنان تمديد هذا التعميم في شهر تشرين الثاني المقبل .
كما ان الاقتصاد اصبح مُدولرًا، والكتلة النقدية بالدولار الموجودة في لبنان متوافرة على نحو تُغطّي فيه حاجات القطاعين الخاص والعام (الحاجة الشهرية تفوق مليار دولار) كما يقول البروفسور جاسم عجاقة فإنّ سعر صرف الليرة مقابل الدولار سيبقى على حاله ولن يكون في دائرة الخطر، وإنْ استعرت المعارك العسكرية.
ومما يريد من متانة التثبيت ان مصرف لبنان يملك احتياطي بالعملة الاجنبية يتجاوز عشرة مليارات دولار كما ان التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين في الخارج الى اهاليهم في لبنان تقدر بحوالى ٥٠٠ مليون دولار شهريا .
اذن مع كل هذه العوامل المساعدة لتثبيت سعر الصرف لن يقوى تجار الازمات غلى هزهزته او ارتفاعه كما يريدون كما ان مصرف لبنان لهم بالمرصاد.
تابع