مقدمة النشرة المسائية 06-12-2024
مقدمة النشرة المسائية 06-12-2024
كَثُر اللاعبونَ في سوريا/ وتُرك الأسد وحيداً/ فَرضت دولُ الجوارِ حصاراً مقَنَّعاً / بإقفالِ المعابرِ التي تربِطُها بالأراضي السورية / كإجراءٍ استباقيٍّ خَشيةً من تمدُّدِ الزحفِ المسلَّح إليها والذي انهى اسبوعَه الأول كنُزهة / وسَقطتِ المدنُ الاستراتيجةُ كأحجارِ الدومينو/ من حلب إلى حماه وتمدُّداً نحو حِمص/معَ تحريكِ جبهة الجنوب من درعا إلى السويدا/ حيث سيطر المسلحون على مركَز الشرطة الرئيسي وسِجن المحافظة وتم اطلاقُ جميعِ المعتقلين منه .هي تطوراتٌ اسرعُ من القدرةِ على الاستيعاب ووَزَّعت فيها الفصائلُ المسلحة انتشارَها على المعابرِ الحدودية وفي اكثرَ من ريفٍ ومدينة /والمفاجىءُ انه إمَّا تَدخلُ بسهولة او انَّ الجيشَ السوري لا يصمُدُ في القتال لساعات . يقول الجيشُ إنه يتصدَّى ويتَّبِعُ تكتيكاتٍ تقومُ على إعادةِ التموضعِ والانتشار / لكنَّ هذا التكتيكَ لا تسميةَ اخرى له سوى الانسحابِ من ارضِ المعركة. وفي لحظةٍ مَيدانيةٍ صعبةٍ على النظام دَخلتِ الدبلوماسيةُ في سباقٍ معَ الزحفِ العسكري / وضَربت مواعيدَ للقاءٍ ثلاثيٍّ روسيٍّ تركيٍّ إيراني في الدوحة يُعقد غداً / معطوفاً على اجتماعٍ للجامعة العربية يحدَّدُ موعدُه لاحقاً / فيما استضافَ العراق اجتماعاً ثلاثياً عراقياً سورياً إيرانياً / أفضى إلى مبادرةِ بغداد بعقدِ اجتماعٍ موسع لعددٍ من الدول للوصول إلى تفاهماتٍ معَ ممثليها وضِمناً أعضاء في آستانا / وسيقود وزيرُ الخارجية العراقي الحَراك الدبلوماسي وتفعيلَ سُبلِه للوصولِ إلى تهدئة / فهل ستقفُ الدبلوماسيةُ الناعمة بوجهِ الجحافِلِ المسلحة ؟/ وهل يَنتظرُ المَيدان ما تقررُه السياسة ؟ فالمسلحون لم يتمَّ اعدادُهم لمحافظةٍ سوريةٍ واحدة وهم لديهم التفويضُ الدوليُّ والاقليمي لفرضِ سوريا جديدةٍ وتطويقِ نظامِها والدخولِ اليها بأزياءَ مدنيةٍ خَلعت عنها ماضِيَ الارهابِ ظاهرياً / فالجولاني عاد شَرعاً .. وظَهَر ضَيفاً مرحَّباً به على محطة السي ان ان بعدما أَدرَجَته وَزارةُ الخِزانة الاميركية عامَ 2013 على لوائحِ الارهابِ السوداء قائلةً إنَّ تنظيمَ القاعدة في العراق كلَّفَه فرضَ الشريعةِ الاسلامية في انحاءِ سوريا . اليومَ يتمُّ تكليفُ احمد الشرع بولاية سوريا من اميركا نفسِها المموَّهة بأزياءِ رجب طيب اردوغان، ويُولِي الشرع الحالي الجولاني مَهمةً بحجم الطُّوفان من حلب وصولاً الى بوابات دمشق //. ولم يكنْ لهذه المَهمة انْ تجتاحَ المدنَ سريعاً لولا انكفاءُ الحلفاء / فروسيا لن تكونَ هذه معركتَها ..وايران لن تَدعمَ الا بالمواقفِ والارشادات، وحزبُ الله خارجٌ من حربِ كسرِ العضم .. ولن يقدِّمَ الا النُّخَبَ الاستشارية للدفاع عن حِمص، الممرِّ الى لبنان . وامام التلكؤِ الاقليمي فإنَّ اجتماعاتِ الغرفِ الدبلوماسية لا تحرِّرُ مدناً وخسارةَ ارضٍ تجتاها هيئةُ تحرير الشام . وتسعى الهيئةُ لعزلِ إيران عن خطوطِ الإمداد في حِمص/ وقطعِ كلِّ خطوطِ السلاح الى حزبِ الله . وَكالةُ بلومبرغ نقلت عن مصدرٍ مقرب من الكرملين أنْ لا خُطةَ لدى روسيا لإنقاذ الأسد ولا نتوقعُ أيَّ خُطةٍ ما دام الجيشُ يترك مواقعَه/ أما وزيرُ الخارجية سيرغي لافروف فقال إنَّ استقرارَ الوضعِ في سوريا ليس بالأمر السهل فهناك لعبةٌ معقدة يشاركُ فيها العديدُ من الافرقاء/ فيما نَشرت وول ستريت جورنال أنَّ التقدمَ الذي تحققُه قواتُ المعارضة السورية لنظام بشار الأسد يَزيدُ من تأثير تركيا الجيوسياسي/ وهو ما دفع بالرئيسِ التركي رجب طيب أردوغان إلى القول كنا مَدَدْنا يدَنا لبشار الأسد لكنه لم يستجب /./ إذاً هي ساعةُ جردةِ الحساب / بمفعولٍ رجعي عن تمنُّع الأسد عن المصافحة/ وعن النأيِ بالنفس عن القرارِ الدولي 2254 وعن الإصلاحاتِ وتشكيلِ حكومةِ وَحدةٍ وطنية والتفاوضِ معَ المعارضة / حتى اللحظة ليس للأسد من يُنقِذُه / وفي المَخَاضِ العسير الذي تشهدُهُ المنطقة فإنَّ إسرائيل هي الرابحُ الاول من انهيار سوريا / وتَنتظرُ على ضِفة النهر/.
إتبعنا