من الحجار إلى البيطار
أهمية هذا القرار هي في التوقيف بحد ذاته، بغض النظر عنالدوافع ونتائج الحكم، وهو يشكل سابقة في النزاهة والشجاعة القضائية قد يتمثل بها سائر القضاة الذين يترنحون تحت سلطة الترهيب والترغيب للوقوف على الأبواب وتقبيل الأعتاب. القاضى ليس موظفاً عند ولى النعمة بل هو سلطة حاكمة يصدر الأحكام باسم الشعب اللبناني. ومن الشعب اللبناني وحجة القانون ووحي الضمير يستمد سلطاناً ليس فوقه فوق لعل التوسع في التحقيق مع حاكم بنك يمتلك بنكا من المعلومات السرية في صندوقه الأسود. يكشف القناع عن الرؤوس الكبيرة والشهيرة التي يدور حولها الهمس، وهي ترفض بفعل سيطرة النفوذ تلبية استدعاءات المحاكم عندما توجه إليها أصابع الاتهام.
الذين يتهربون من دعوة المحكمة كباراً كانوا أو صغاراً، إما أنهم متورطون ولا حساب، وإما أنهم فوق القانون والمصيبة أعظم.وهكذا يكون القانون في المجتمعات الحضارية مقدسا كمثل بعد رياض سلامة، ماذا عن الرؤوس التي أينعت وحان قطافها ؟ ماذا عن المتورطين في تفجير المرفأ؟ ماذا عن المتورطين في سرقة أموال المودعين؟
ماذا عن مجزرة الكهرباء وسائر أخواتها؟ ماذا عن الإنهيار الكامل والشامل في شتى قطاعات الدولة ومؤسساتها؟
وهناك مئة ماذا وماذا تحتاج إلى مئة حجار وحجار… نرجو أن يكون قرار القاضي الحجار مثالاً قضائياً يحتذى وبين جمال الحجار وطارق البيطار شبة بالوزن والقافية….
تابع