19 مرشحاً: انتخاب رئيس “تهريب” أم تكريس غلبة محور؟
كتبت دنيز عطالله…
ليس جديداً أن تتزاحم الأسماء المارونية عند كل استحقاق انتخابات رئاسية، فيراهن كل من تعاطى يوماً الشان العام أن له فرصة. لكن هذه المرّة تبدو بورصة الأسماء شديدة التنوع والتناقض وحتى… الضبابية.
عود على بدء
على مسافة 35 يوماً من الجلسة المفترضة، عود على بدء الكلام حول مواصفات الرئيس. دخلت مرادفات جديدة على القاموس السياسي. فريق يحذّر من رئيس “تهريبة”، وفريق ثانٍ يطالب برئيس يكرس نتائج الحرب ويطبق اتفاقها. فريق يعتبر أن الزمن هو الأمثل لرئيس توافقي وآخر يتمسك بأسماء من مراحل سابقة.
لكل فريق قراءته وأسبابه الموجبة للذهاب نحو “بروفايل” رئيس يناسب طرحه.
وبعد موجة تفاؤل من إمكانية انتخاب رئيس مع بداية العام المقبل، بدأت تتسرب أجواء تدفع بالاستحقاق إلى تواريخ أبعد. ولعل كلام مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، مسعد بولس، لمرتين متتاليتين عن إمكانية اللبنانيين الانتظار شهرين أو ثلاثة إضافيين لانتخاب رئيس، لأنه “لا يجب التسرع لانتخاب أي شخص بشكل عشوائي”، أوحى بأن الولايات المتحدة تريد التريث في إنجاز هذا الاستحقاق. ومعروف أن انتخابات الرئاسة اللبنانية لم تكن مرة صناعة وطنية بحتة. ففي كل مرّة، تشارك في إنتاجها موازين قوى ومصالح دولية تزيد من حجم تدخل هذه الدولة أو تلك.
عون والرئاسة
اليوم، هي الولايات المتحدة التي تتولى بنفسها الملف اللبناني، وبالتالي ستحرص على أن يكون لها الكلمة الفيصل في الاستحقاق الرئاسي.
لكن كلام مسعد الذي يبني عليه كثيرون، كمؤشر إلى احتمال ترحيل الانتخابات لأشهر إضافية، يقول في إحدى فقراته مع مجلة Le point الفرنسية: “يجب الحرص على ضمان مشاركة الأغلبية المطلقة لممثلي الشعب اللبناني، وليس الاكتفاء بانتخاب رئيس بأغلبية 65 صوتًا فقط”.
يقرأ عدد من النواب المؤيدين لانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون في هذه العبارة مفتاحاً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي المؤجل. ويعتبرون أنها توازن بين كلامه عن تأجيل الانتخابات وبين إجرائها مشروطة بأوسع توافق وطني. وهو ما يمكن تحقيقه من خلال انتخاب عون. ففي كتابهم، كما يشرح أحدهم “يفترض على جميع النواب “لبننة” هذه العبارة إلى الحدّ الأقصى، وتأمين 86 صوتاً لانتخاب قائد الجيش، الذي لم نسمع إلاّ فريقاً واحداً ينتقده، فيما كل القوى السياسية تثمن الجهود التي يقوم بها. فإذا كانت الولايات المتحدة تريد أوسع تحالف لانتخاب رئيس لينطلق عهده بسلاسة، تمهد لاستقرار مطلوب في الشرق الأوسط، فهذه فرصة للوصول إلى توافق موسّع يسمح بلمّ البلد حول رئيس ينطلق عهده بأوسع توافق، عوض أن نهدر مزيداً من الوقت بانتظار أن يُفرض علينا رئيس تحدٍ”.
قد يكون عون من أبرز المرشحين الجديين، إلاّ أن شخصية مارونية بارزة استعرضت 19 إسماً لمرشحين ينشطون بين “جسّ نبض” فرصهم وبين العمل في الداخل ومع الخارج، علّ الظروف تتقاطع على اسمهم. ولكل اسم “راع”ٍ و”نبيه” يعمل على تسويقه.