بعد تصدر رقصة قصي خولي الترند: هل الدبكة سورية أم تركية الأصل؟
يبدو أن مسلسل “القدر” المنسوخ من العمل التركي “لعبة القدر”، استطاع أن يحصد نسب مشاهدة عالية فور بدء عرضه بأولى حلقاته، ويبدو أنه يتقاطع مع مسلسل “العميل” الذي تصدر الترند فور عرضه على المنصة.
استطاع النجم السوري قصي خولي أن يحتل الترند عبر مواقع التواصل الإجتماعي، خاصةً بعد تقديمه مشهد الدبكة، التي حازت على إجاب المتابعين بطريقة لافتة، فما أساس هذه الدبكة؟
استطاع المسلسل الذي يُعدّ النسخة المُعربة من الدراما التركية “لعبة القدر Kaderimin Yazıldığı Gün”، أن يحصد إعجاب جمهور منصات التواصل الاجتماعي الذين أشادوا بأداء الممثلين وانسجامهم بشكٍل لافت، فضلًا عن بصمة التشويق التي تركها العمل منذ بداية عرضه.
لكن اللافت أن مقطعًا واحدًا فقط استطاع أن يتصدر الترند عبر محركان البحث، تلخّص بمشهد للنجم السوري قصي خولي أثناء تقديمه مشهد الدبكة، حيث أشاد الجمهور بأدائه في الحلقة، وإتقانه لأداء هذه الرقصة بحرفية عالية.
ومن تابع المسلسل التركي، استطاع الحكم فورًا على لقطة الدبكة، التي اعتبر رواد مواقع التواصل بأن قصي كان الأفضل بعرضها من العمل التركي الأصلي.
من الجدير ذكره أن بعض حسابات محبي النجم السوري نشرت مقاطع فيديو مختلفة من التدريبات التي قام بها قصي، مشيرين إلى أنه تدرب مع فرقة “عطر الشام”، من أجل أداء المشهد. ومن هنا كنا قد أخبرناكِ عن السبب الذي جمع ديمة قندلفت بقصي خولي، فما هو؟
انشغل رواد مواقع التواصل بأساس هذه الدبكة وأصولها الحقيقية، فهل هي سورية المنشأ أم تركية الأصول؟
وللرد على هذه الأسئلة، لا بد لنا من العودة إلى أساس كل واحدة منها. فالدبكة السورية معروفة اجتماعيًا بأنها رقصة جماعية يصطف خلالها مجموعة من الأشخاص على شكل خط مستقيم أو منحني، ويحتمل أن يتكون الصف من الرجال فقط أو السيدات أو مزيج من الرجال والسيدات بحسب عادات المنطقة التي تقام فيها الدبكة، وتعتمد الدبكة بشكل أساسي على اتساق حركات المجموعة بحيث تكون متزامنة ومتشابهة، وتتمثل هذه الحركات بشكل أساس من المشي أو القفز بحركات مميز للأرجل يتبعها ضرب الأرض بالأقدام.
لا تقتصر الدبكة السورية بالذات على أداء الرقصة بالنصف السفلي من الجسم، وإنما تعتمد بشكل كبير أيضًا على حركة النصف العلوي من الجسم، وعادة ما يتم تأدية حركات إيحائية خصوصًا في المناطق الساحلية في سوريا، وتجدر الإشارة إلى أن على الرغم من أن الدبكة من الرقصات الجماعية، إلا أنها لا تخلو من الأداء الفردي، والذي عادة ما يترك إلى أفضل المؤديين للدبكة، بحيث يعين بشكل ضمني وتلقائي كقائد للدبكة من أجل ضبط حركات وإيقاع الرقصة، وغالبًا ما يتميز هذا القائد بإمساكه بمسبحة أو شال بيده، ويقوم بالتلويح بها.
أما الدبكة التركية فيطلق عليها اسم دبكة الهورون (Horon dance) وهي من الرقصات الشعبية المعروفة بشكل كبير في دولة تركيا، ومن أسرع الرقصات الفلكلورية هناك، وهي تشبه الدبكة السورية إلى حد ما، وتتميز عنها بالسرعة الكبيرة، وفيها يقف المشاركون على شكل صف منتظم، أو بشكل دائري، ويمسك كل منهم بيد من يقف إلى جانبه، ويقف أمام الصف أو داخل الدائرة رجل يتولى مهمة العزف على الكمان أو آلة الطولوم النفخية والمصنوعة من جلد الخروف، وهو من يتولى مهمة توجيه الدبكة عبر الألحان المختلفة التي يعزفها.
تتميز دبكة الهورون بمراحل ثلاث أساسية، أولها يكون على إيقاع موسيقي هادئ، وبطيء، وفيه يدور الراقصون عكس عقارب الساعة، ثم يبدأ الإيقاع بالتسارع ليدخل في المرحلة التالية، وتزداد الحركة ويبدأ تحريك الأذرع إلى الأمام والخلف، بالتزامن مع ثني الركب، وتوجيه الجسد من عند الخصر إلى الأمام وهز الأكتاف، مع تحريك القدمين إلى الأمام والخلف، وضربها بالأرض، أما المرحلة الثالثة فتضم الحركة على الإيقاع السريع، وفيه تزداد قوة ضرب القديمن بالأرض، وسرعة هز الأكتاف وقوتها، ثم تعود الدبكة إلى سرعتها البطئية بعد انتهاء هذه المرحلة لتنتهي كما بدأت.
وبرأيي الشخصي، أعتقد أن الرقصة التي أداها النجم السوري قصي خولي في المسلسل، كانت مزيجًا ساحرًا ما بين الدبكة السورية والدبكة التركية معًا.
مثل باقي الأعمال المعربة، يبدو أن المسلسل المنتظر عرضه قريبًا “القدر”، هو نسخة من العمل التركي “لعبة القدر”، الذي تمّ عرضه لأول مرة عام 2014، واستطاع منذ بدايه حلقاته الأولى أن يحقق نسبة مشاهدة عالية في تركيا.
تدور أحداث النسخة التركية من مسلسل لعبة القدر حول زوجين اللذان يحبان بعضهما بشكل كبير، ولكن ليس لديهما أطفال، وبعد فترة من الزواج تكتشف عائلة الزوج أن زوجته مصابة بالعقم، فيطلبوا منه تطليقها والزواج من أخرى، ولكن يبقى حبه لزوجته عائقا في طريق العائلة، حيث تبحث دفنة عن طريقة بديلة لمنح زوجها وريثاً بعد توبيخ عائلتهم. العمل جاء من بطولة النجوم أوزكان دينيز و خديجة شنديل.
من الجدير ذكره أن هذا العمل لن يحمل عدد حلقات كبيرة بخلاف أغلب المسلسلات المعرّبة، إذ يتألف فقط من 45 حلقة، على عكس الأعمال المعتادة التي تمتد إلى أكثر من 90 حلقة، مما يعد ميزة كبيرة لجذب جمهور يفضل الأعمال المكثفة والسريعة الأحداث. وفي السياق ذاته، كنا قد أخبرناكِ عن مقارنة بين المسلسلات التركية والعربية المنسوخة، من برأيك سيفوز؟