اجتمعت اليوم الأربعاء في قادس اللجنة المشتركة الإسبانية–المغربية في دورتها السادسة والثلاثين لتنسيق استعدادات “عملية مرحبا” لعام 2025، التي تنطلق في 15 يونيو وتستمر حتى 15 شتنبر.
وحضر أشغال اللقاء وفد مغربي بقيادة خالد الزروالي، مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية المغربية، مع حضور ممثلين عن مصالح الدرك الملكي، والأمن الوطني، والسلطات المينائية المغربية.
وتوقّع الطرفان ارتفاع أعداد المسافرين المغاربة المقيمين بأوروبا إلى وجهات شمال إفريقيا بنسبة 4 بالمائة، ووصول السيارات بزيادة بنسبة 5 بالمائة مقارنة بصيف 2024.
وبناءً على ذلك؛ خصص المخطّط البحري لهذا الصيف 12.012 رحلة ذهاب وإياب، بزيادة قدرها 8,4 بالمائة، لربط موانئ جنوب إسبانيا بموانئ المغرب.
وأكّد خالد الزروالي أن “عملية مرحبا” تشكّل أكثر من مجرد تحرك لموسم العطلات، فهي مناسبة لتعزيز روابط الجالية ببلدها الأم، مشيرا إلى تخفيض الضغط على البنى التحتية عبر تفعيل نظم الحجز المسبق والتنسيق اللوجستي مع الجهات الإسبانية؛ كما لفت في تصريحات نقلتها “أوروبا بريس” إلى تعزيز دور مصالح الجمارك والجمارك البحرية بالموانئ المغربية الكبرى لضمان انسيابية دخول وخروج المسافرين والسيارات.
ويشارك في التنفيذ على الجانب المغربي أكثر من 25 ألف عنصر من قوات الأمن والدرك الملكي والوقاية المدنية، إضافة إلى متطوعي الهلال الأحمر المغربي، ومترجمين وعاملين اجتماعيين، لدعم الأسر المغربية في المحطة الأولى عند الوصول وإعادة التوجيه عند العودة.
وأشارت التوقعات إلى عبور أكثر من 3,44 مليون مسافر و847.000 مركبة خلال فترة “مرحبا 2025″، ما يعكس ارتفاعًا ملموسًا مقارنة بالعام الماضي.
وأكّد الجانب الإسباني، بقيادة وزيرة الداخلية بالنيابة سوسانا كريسوستومو، على أهمية مواصلة التنسيق مع الرباط لضمان انسيابية الحركة وتقليص أوقات الانتظار.
واعتبرت المسؤولة الإسبانية أن العملية تعد “نموذجًا للتنسيق الفعال بين دولتين شقيقتين”، مؤكدة أن “سر نجاحها يكمن في التنسيق الدائم والتواصل المستمر بين الفرق التقنية من الجانبين”.
كما ذكرت المتحدثة أن العملية تستقبل سنويًا أكثر من 3 ملايين مسافر وحوالي 800.000 مركبة على طرق إسبانيا، “ويجب ضمان مرورهم بسلاسة وتقديم كل أشكال الرعاية لهم”، وأشارت إلى الأهمية الخاصة لإقليم قادس، الذي تستوعب موانئه نحو 70% من حركة المسافرين والمركبات، ما يجعل تنظيمها “تحديًا يستوجب تكاتف الجهود لضمان نجاح العملية كما في الأعوام السابقة”.
وأبرزت فيرجينيا باركونيس، المديرة العامة للحماية المدنية والطوارئ، أن الهدف الأبرز لـ”مرحبا 2025″ هو “تحقيق أعلى مستويات الانسيابية والكفاءة”، مشددة على أهمية “اقتناء التذاكر مسبقًا” للحد من الازدحام في موانئ الصعود إلى السفن، وقالت: “من المهم جدًا أن يصل المسافر إلى الميناء وهو حامل تذكرته وقد اشتراها بأسرع ما يمكن، فهي أفضل بديل له، لأنها تضمن له الانتقال بشكل مرتب وسلس وتقليل أوقات الانتظار”.
تجدر الإشارة إلى أن “عملية مرحبا” تنظم منذ عام 1986 تحت إشراف المغرب وإسبانيا معًا، لتصبح اليوم أكبر عملية تنقل صيفية للمغاربة في أوروبا، مؤكدةً عمق الشراكة والتعاون الأمني واللوجستي بين البلدين.