شهدت العلاقات الهندية الباكستانية تصعيدًا كبيرًا بعد الضربات الجوية الهندية التي استهدفت مواقع تابعة لجماعة جيش محمد في باكستان.
جماعة جيش محمد التي تسببت في العديد من الهجمات الدموية على الأراضي الهندية، أصبحت نقطة ارتكاز أساسية في الصراع المستمر بين البلدين النوويين في جنوب آسيا.
“مصر تايمز” ترصد في نقاط جذور جماعة جيش محمد التي تأسست وساهمت في تأجيج النزاع على منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان.
ما هي أهداف تأسيس جيش محمد؟
تأسس "جيش محمد" في عام 2000 على يد ماسعود أزهر، وهو رجل دين باكستاني ومؤسس الجماعة الذي يتمتع بعلاقات قوية مع تنظيمات إسلامية متشددة في المنطقة. وُلدت "جيش محمد" في سياق التوترات المتصاعدة في كشمير، حيث سعى محمد مسعود أظهر إلى تأسيس جماعة تسعى إلى "تحرير" كشمير من الهند وتوحيدها مع باكستان.

الجماعة اتخذت من عمليات التفجير الانتحارية والاغتيالات أسلوبًا رئيسيًا لتنفيذ أهدافها. كما تقوم بنقل المقاتلين والأسلحة عبر الحدود الباكستانية الهندية لدعم الجماعات المسلحة في كشمير. مع مرور الوقت، أصبحت "جيش محمد" واحدة من أبرز الجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن في الهند وتهدد الاستقرار الإقليمي.
الهجمات الإرهابية وأثرها على العلاقات الهندية الباكستانية
عُرفت "جيش محمد" بتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية في الهند، ولكن الهجوم الذي وقع في فبراير 2019 يُعد أحد أكبر الأحداث التي أثرت على العلاقات بين البلدين. ففي ذلك الشهر، شن انتحاري هجومًا على قافلة من القوات الهندية في كشمير، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 جنديًا هنديًا. تبنت جماعة "جيش محمد" المسؤولية عن الهجوم، وهو ما أثار غضبًا عارمًا في الهند.
في أعقاب هذا الهجوم، قررت الهند الرد، وأطلقت غارات جوية على معسكرات "جيش محمد" في باكستان، وهو ما اعتُبر تصعيدًا غير مسبوق في العلاقات بين الجارتين النوويتين. الهجوم الهندي على باكستان أسفر عن تبادل قصف بين الجانبين، وزادت المخاوف من تصاعد الحرب المفتوحة بين البلدين.

الضربات الهندية على معسكرات "جيش محمد"؟
تُعد الضربات الجوية الهندية على معسكرات "جيش محمد" في باكستان جزءًا من سياسة الرد العسكري على الهجمات الإرهابية التي تنفذها الجماعات المسلحة في الأراضي الهندية.
في هذه الضربات، استهدفت الهند معسكرات تدريب ومخازن أسلحة تابعة للجماعة في مناطق نائية من باكستان، وهو ما أثار ردود فعل قوية من الحكومة الباكستانية التي اعتبرت الضربات انتهاكًا لسيادتها.
لكن على الرغم من هذه الضغوط، أصر المسؤولون الهنديون على أن الضربات كانت موجهة ضد أهداف إرهابية فقط، وأن الهدف منها هو تقليص قدرة "جيش محمد" على تنفيذ هجمات في المستقبل. ولا تزال الضغوط متزايدة على باكستان لمكافحة الجماعات المسلحة التي تعمل من داخل أراضيها.
منذ تأسيس "جيش محمد"، أصبحت الجماعة مصدر قلق ليس فقط للهند، ولكن للعديد من دول المنطقة والمجتمع الدولي، وبدلاً من أن تخفف التوترات بين الهند وباكستان، تُسهم هذه الهجمات الإرهابية في تأجيج الصراع على كشمير وتعميق الفجوة بين الجارتين. على الرغم من الدعوات الدولية المستمرة للتهدئة، لا تزال الهند مصممة على محاربة الإرهاب في كشمير، بينما تشدد باكستان على ضرورة احترام سيادتها وحقوق شعب كشمير.
مع تزايد الضغوط العسكرية من الجانبين، يبقى السؤال الأكثر أهمية: هل سيستمر التصعيد العسكري أم ستفتح نافذة جديدة للحوار؟ على الرغم من الدعم الدولي لمحاربة الإرهاب، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضغوط ستؤدي إلى تسوية سلمية أو تزيد من تعقيد الوضع الأمني.
في النهاية، يبقى الوضع في كشمير نقطة التوتر الأساسية بين الهند وباكستان، ولا يبدو أن أي طرف مستعد للتنازل بسهولة. ومع ذلك، يبقى الأمل في إيجاد طريق دبلوماسي يساعد في تخفيف حدة النزاع وضمان استقرار المنطقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.