لقاء الإليزيه.. محادثات وبيان وتذكير

كتب لارا يزبك في “نداء الوطن”:

تعود آخر زيارات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، إلى كانون الثاني الماضي، حين شارك في جلسة انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، كلّلت حينها جهوداً مضنية قام بها ومعه عواصم “الخماسية” لإنجاز الاستحقاق. اليوم، وبعد شهرين ونيف، يعود الدبلوماسي الفرنسي إلى بيروت، عشية زيارة سيقوم بها الرئيس عون يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، إلى باريس في 28 الجاري، والتي ستكون الأولى لرئيس الجمهورية إلى عاصمة غربية بعد أن كانت الرياض وجهته الخارجية العربية الأولى.

محادثات وبيان
وتقول مصادر دبلوماسية لـ”نداء الوطن” إن لودريان الذي يصل إلى بيروت في 26 آذار الجاري، سيحضّر، خلال جولته اللبنانية، سيما خلال زيارته قصر بعبدا، أجندةَ اللقاء الذي سيجمع عون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حيث سيتم تحديد عناوينه الرئيسية. صحيح أن زيارة الرئيس عون إلى الإليزيه، بروتوكولية وسريعة وليست زيارة إبرام اتفاقات أو توقيع تفاهمات، غير أنها لن تخلو من محادثات عميقة وصريحة في كل الشؤون والشجون اللبنانية والإقليمية، وسيصدر عنها أيضا بيان ختامي.

وتعدّ فرنسا العدّة لمؤتمر دولي لدعم لبنان عسكرياً واقتصادياً وفي إعادة الإعمار. من هنا، تريد باريس تأمين الأرضية المثلى لإنجاحه. وتقول المصادر إن هذه النقطة ستكون مدار بحث بين عون وماكرون، وسيكرر الأخير أمام ضيفه، مرة جديدة، ما أعلنه حين زار بيروت غداة انتخاب عون رئيساً. وسيشدد على أولوية تطبيق القرارات الدولية واتفاق وقف النار كاملاً، في جنوب الليطاني وشماله، وعلى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني فقط، لأن هذه الإجراءات أساسية لتشجيع الداعمين العرب والخليجيين والغربيين، على أن تترافق مع ورشة إصلاحات اقتصادية وقضائية وإدارية، بالأفعال الملموسة لا بالأقوال فقط، وبخاصة أن الثقة الدولية بلبنان – الدولة باتت مفقودة تماماً بفعل كل ممارسات السلطات السابقة الملتوية.

عون للضغط على إسرائيل
أما النقطة التي سيرفع الرئيس عون لواءها في الإليزيه، فعنوانها ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي يحتلها جنوباً وإطلاق الأسرى اللبنانيين الذين يحتجزهم. وسيناشد الرئيس عون، بحسب المصادر، باريس والمجتمع الدولي بالضغط على تل أبيب للتجاوب ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، خصوصاً أن الجيش اللبناني يطبّق المطلوب منه في الاتفاق، وسيصبح أكثر قدرة وحضوراً، عدّة وعدداً، مع الدعم الدولي المستمر له. ولفتت المصادر الى أن فرنسا تقترح أفكاراً للوصول إلى إخراج إسرائيل من لبنان، ومنها تسلُّم قوات أممية المناطق التي سينسحب منها الإسرائيليون، غير أن هذه المقترحات لا تزال قيد الدرس بينها وواشنطن.

أساليب مختلفة
وتشير المصادر إلى أن التنسيق بين فرنسا والولايات المتحدة والسعودية قائم ولم ينقطع يوماً. وهي تتشارك الأجندة نفسها لبنانياً، سياسياً وسيادياً وإصلاحاتٍ. لكن بينما تستخدم واشنطن “العصا الغليظة” معظم الأحيان مع لبنان، إلا أن للأم الحنون أساليب أخرى، أكثر مرونة ورعاية ودبلوماسية، وهي غالباً ما “تغري” لبنان بـ”الجزرة”، لتُحفّزه على الإصلاح وبناء دولة قوية. وإذا كانت باريس مهتمة بالاستثمار في المرفأ أو في إيصال مقرّب منها إلى حاكمية مصرف لبنان، إلا أنها أدركت بعد التجربة الرئاسية، أنها ليست اللاعب الأقوى لبنانياً. وبالتالي، توضح المصادر، أن المعلومات التي حصرت أهداف زيارة لودريان، بالتعيينات، غير دقيقة وليست في مكانها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى